من 0 إلى 3 سنوات

أكثر 5 أسئلة شائعة بين الأمهات المرضعات

عند مرورك من تجربة الرضاعة الطبيعية لا بد أن تراودك الكثير من الشكوك و التساؤلات كأي أم جديدة في التجربة, خاصة عندما تبدئين في سماع بعض النصائح و التعليقات من الأهل التي قد تبدو مربكة.

كأم مر علي كل هذا و أعلم أننا نكون بأمس الحاجة إلى من يقدم لنا إرشادات حقيقية في هذا الوقت الحرج.

في هذا المقال سأجيبك عن أكثر الشكوك التي قد تعترضك خلال رحلتك المليئة بالحب و الإحساس.

طفلي يبكي كثيرا لأن حليبي غير كافي ؟

رأيت مرة في مكان ما صورة تقول أن البقرة لا تعطي عجلها حليب معزة أو حصان. ففكرت أن فعلا, هل قلقت بقرة ما يوما بخصوص كمية حليبها أو تساءلت ما إن كان كافيا ؟

أمزح! بالطبع أنت لست بقرة.

لكن المعنى حاضر، الله ضمن لكل مخلوق رزقه، و ضمن لكل مولود ما يحتاجه من حليب أمه. و حليب الأم دائما كاف إلا في حالات استثنائية و فعلا نادرة.

سابقا كانت الأمهات يرسلن أبناءهن إلى البوادي ليرضعوا من النساء هناك، ليس لقلة حليبهن لكن لاعتبارات أخرى كثيرة منها اكتساب مناعة قوية و التأقلم مع الظروف الخشنة و أيضا من أجل الصورة الأرستقراطية لسيدة المدينة التي تجد أن عملية الإرضاع لا تتماشى مع مكانتها. و ضلت هذه العادة سائدة في أروبا حتى القرن الثامن عشر.

مع بداية صناعة الحليب المجفف و قنينات الأطفال بدأت الصورة تتغير، بدأ التسويق لهذا الحليب بقوة كحليب مماثل لحليب الأم يسهل المأمورية و يوفر تغذية مثلى، و في غياب الأبحاث العلمية آنذاك بخصوص أهمية حليب الأم سلم الناس لفكرة تقديم الحليب الصناعي و أصبحت شيئا عاديا تلقائيا لا يحتاج إعادة تفكير.

و شيئا فشيئا بالنظر إلى تعود الناس على كيفية تجاوب الطفل مع حليب المعامل و نسيانهم لما كانت عليه سلوكياته خلال عملية الرضاعة الطبيعية، هنا سادت فكرة أن حليب الأم غير كاف، ثم انتشرت على نطاق واسع فأصبحت تسلم بها جميع الأمهات.

لكن في الحقيقة  يبكي الطفل و يحتاج للإلتصاق بالثدي لأسباب كثيرة و متعددة منها :

– التعب الذي يجعله يرضع رضعات صغيرة متقطعة و متوالية

– فترات الطفرات الدماغية

– الإحساس بالتوتر، أو التواجد في محيط متوتر (أبوه, أمه, الجو العائلي..)

– خلال فترات التسنين

– الطفل يحتاج لأن يتجشأ وسط الرضعة

– قد يغضب الطفل خلال الرضاعة بسبب صبيب تدفق الحليب السريع أو البطيئ خاصة إذا كان يأخد الحليب في القنينة التي يختلف صبيبها عن الثدي.

– قد يكون محتاجا لتهدئة نفسه من خلال المص لكنه لا يرغب في شرب الحليب, الأمر الذي قد يزعجه, في هذه الحالة يمكن أن نحاول تهدئته بتحميله على الظهر أو في الأمام ليكون ملاصقا لنا, أو بمحاولة هزه.

– يريد أو يفضل الثدي الآخر

– أنفه مختنق جراء نزلة برد

– صعوبة المص بسبب تواجد كابح لسان عند الرضيع

– الرضيع يعاني من مغص الأطفال الطبيعي.

– الرضيع يعاني من ارتداد مرئي

و اللائحة غير ذلك طويلة من الصعب حصرها هنا, لذا سيدتي اعلمي أن حليبك كاف ليسد حاجيات رضيعك الغذائية, و بكاؤه ليس مؤشرا أبدا على أنه لا يشبع, المؤشر الوحيد الذي قد يدل على سوء تغذيته هو نزول وزنه لحد مقلق و استمراره في ذلك.

طفلي وزنه أقل من أقرانه الذين يتناولون الحليب الاصطناعي ؟

من الأمور التي لا تسلم منها كل أم هي مقارنة وزن طفلها بأقرانه. و هذه المقارنة لا يمكن أن تكون عادلة أبدا لعدة أسباب.

أولا هناك فرق في منحنى اكتساب الوزن عند الطفل الذي لا يتناول أي حليب آخر غير حليب ثدي أمه.

في الأشهر الأولى يكون وزن الطفل الذي يتناول حصريا حليب أمه أكبر نسبيا من وزن باقي الأطفال، لكن فيما بعد يصبح اكتسابه للوزن بطيئا حتى بعدما يبدأ في تناول الأطعمة، و بالموازاة مع ذلك تبقى عوامل النمو مرتفعة في الحليب الإصطناعي.

و قد وضعت منظمة الصحة العالمية منحنى وزن جديد بعدما شملت في الدراسات التي أنتجته مراقبة الأطفال الذين لا يرضعون إلا حليب الأم، حيث تلاحظ اختلافا في تطور الوزن بالمقارنة مع المنحنى القديم.

يمكنك الإطلاع على المنحنى الصادر من طرف منظمة الصحة عبر الرابط التالي : منحنيات الوزن للرضع

لكن و بالإضافة إلى هذا، فهناك اختلاف حتى بين الأطفال الذين يتغذون فقط على حليب الثدي، حيث تدخل عدة عوامل تطورية كالتسنين و المشي و الحركة و حتى الفترات المرضية في جعل اكتساب الوزن مختلفا لدى الأطفال من نفس العمر.

لم أرضع طفلي لعدة أيام, هل أستطيع إرضاعه ثانية؟

سادت فكرة غريبة بين جمهور الأمهات طيلة عقود من الزمن مفادها أن الأم إذا توقفت عن الرضاعة ليوم أو عدة أيام فإن حليبها يصبح ساما للطفل و قد يودي بحياته.

لا أعلم ما أصل هذا الإعتقاد لكنه علميا خاطئ و ليس له أي أساس من الصحة. الحليب يتم تخزينه بكمية ليست بضخمة في الحويصلات المخصصة لذلك (التي يمكنك التعرف عليها من هنا) و لا يتأثر بأي شيء و الباقي يتم إنتاجه فقط عند الطلب أي عند مص الرضيع للثدي.

و بذلك يمكن للأم أن ترضع طفلها مجددا بدون أي مشكل حتى و إن انقطعت عن ذلك لمدة لا بأس بها.

حليبي خفيف, حليبي ثقيل

هذه من العبارات التي سمعتها مرارا و تكرارا, و هناك من يقول بتعبير آخر حليب جيد و حليب غير جيد.

إطمئني سيدتي الأم, حليبك هو الأروع و الأفضل و الأنسب لطفلك من كل غذاء آخر على وجه الأرض, و لن تنتج امرأة أخرى حليبا أفضل من حليبك لطفلك.

في الأساس لا توجد امرأة تنتج حليبا بجودة أفضل من أخرى. ثمانون بالمئة من حليب الأم هو عبارة عن ماء و في آخر الرضعة يتلقى الرضيع حليبا أكثف غني بالذهنيات اللازمة و المكونات الغذائية التي ستشبعه، لذا ينصح بعدم تغيير الثدي حتى يفرغ تماما لضمان حصول الطفل على هذا الحليب الهام.

أنا حامل مجددا هل أصبح حليبي ضارا؟

هذه أيضا فكرة بتراء لا تقوم على أي حقيقة علمية اللهم معتقد يتوارثه الأجيال.

اليوم توجد الكثير من الأمهات اللواتي يستمرُّن في إرضاع أطفالهم طيلة فترة الحمل و بعد الولادة يصبح لديهم رضيعين في نفس الوقت دون أدنى مشكل.

التأثير السلبي الذي قد يصاحب هذا الأمر هو متعلق بصحة المرأة و مدى تحمل جسمها للأمرين معا, لذلك يجب أن تنتبه لكل الأعراض التي تطرأ و أن تستشير الطبيب بخصوص ذلك.

خلاصة

إن رحلة الرضاعة, هي رحلة بسيطة ما إن تأخذ المسار الصحيح.

يكفيك عزيزتي أن تتحلي بالثقة, بالإنصات لطفلك و تشفير حاجاته, و لا تتواني عن طلب المساعدة من الشخص الصحيح في الوقت الصحيح, و سيمضي كل شيء بسلام تاركا وراءه الكثير من الذكريات و الأحاسيس.

٪ تعليقات

اترك تعليقا